23 - 05 - 2025

صندوف الدنيا| توقف صالون الخمايسي - أستاذنا شعبان واللجان - نصائح حموبيكا للتعليم و"نيرة ماتت"

صندوف الدنيا| توقف صالون الخمايسي - أستاذنا شعبان واللجان - نصائح حموبيكا للتعليم و

البستان (البستان مليان أشكال وألوان اشي حكم وأمثال وأشي موال واشي وهم وخيال)

الخمايسي يعلن توقف صالونه الأدبي ليه كده يا خمايسي!

كتب الأديب الكبير أشرف الخمايسي على صفحته: زمان كان الصالون الأدبي شيئا معتبرا، يقوم على أديب معتبر، يناقش أمورا معتبرة. اليوم كل من هب ودب يقيم صالونا، حتى صارت صالونات "الأدب" تنافس صالونات "الحلاقة" عددا، وقيمة أيضا.  

وتابع الخمايسي: وقبل فترة كتبت، هنا، معلنا اعتذاري لجهة ثقافية عربية عن عدم مشاركتي في فعالية أدبية دعتني إليها، رغم أن الفعالية فيها من المكاسب شيء وشويات: دولارات، وإقامة في أحد الفنادق الفخمة، وتفسيحات. وذلك رفضا للتواجد في نفس المكان مع روائي مصري مطبع "صهيونيا". فمر اعتذاري مرور الكرام، لم يشر إليه موقع صحفي واحد، ولا جريدة واحدة.

وطبعا لا يفوت على جريدة المشهد الاهتمام بالموقف المشرف للخمايسي، ولان الأمر حمال اوجه؛ فدعنا نناقشه فيما بعد، نعود لبوست الخمايسي والذي تابع: لم يعد المثقف المصري قادرا على رفع صوته ضد التطبيع، لأنه فور فعل ذلك تغلق في وجهه دروب وسكك الجوائز والنشر والمؤتمرات وخلافه. 

وبعدما انتهى "الخمايسي" من نقاشه عن التطبيع؛ تساءل في البوست قائلا: هل يمكن مناقشة هذه القضية في الصالونات الأدبية؟ طبعا لأ. قضايا الحريات وحقوق الإنسان المهدرة، ومواجهة ديكاتورية السلطة، هل يمكن مناقشتها في الصالونات الأدبية؟ طبعا لأ. فما الذي ستناقشه الصالونات إذن سوى القضايا الأدبية العرجاء بعرج أدباء وأديبات هذا الزمن؟ هي إذن صالونات لأهداف شخصية بحتة، وإذا تعدت الشخصية البحتة فلقضايا أتفه ما تكون بالنسبة لأوطاننا العربية المأزومة حاليا. وأنا بدوري اتساءل هل يا "خمايسي" إغلاق الصالونات هو الحل؟ هل أصلا دور الصالونات الأدبية طرح قضايا سياسية؟ هل غلق المتنفس الأدبي حتى وان كان اعرجا – حسب وصفك- هو الحل؟ راجع نفسك يا خمايسي (وسيبك من الأدب كله) قصدي رجع صالونك لان ليك محبيبن عاوزينك موجود وعاوزين الصالون موجود.  

أستاذنا شعبان واللجان

باقول للجان الألكترونية: من فضلكم خفٌوا شويه، مفيش عندى غير البلوكات. هكذا ما كتب الناقد الكبير أستاذنا شعبان يوسف على صفحته؛ فالرجل ضاق ومل وسئم من المتشددين المتحذلقين المتفذلكين المبرطعين على صفحته؛ الرجل "زهق" من الرافضين المهاجمين لرسومات حجازي، وما لا يعرفه هؤلاء الجهابذة؛ ان هذه الرسومات تأريخ لما قبل حرب شريط الكاسيت والمروحة العائدة من الخليج على يد مواطن بسيط كادح؛ رجع لنا محمل بالريالات والدينارات، وبأفكار جعلته يعتقد انه فالح؛ فهاج وماج وكفر بكل ما سبق.فلا هذا كاريكاتير ولا هذا فن ولا هذه أغاني ولا أماني ولا أي شيء. رسومات حجازي دليل دامغ على الانتفاح الفكري الذي عاشته مصر منذ فترة طويلة .. ثواني .. هو حضرتك بتقول انفتاح؟!.. قصدي تبرج وانحلال، وهات الناقة والجمال، وهيا نلبس العقال، ونخرج إلى القتال. قتال إيه بس؟ إيه المبالغة دي؟ هو لا كده نافع ولاكده شافع .. طب حضرتك عاوزني اكتب إيه؟ وأنا هكتبه؟ أقولك خد رقم رئيس التحرير واملي عليه ما تريد كتابته بنفسك.

الغردقة وملكات الجمال

منذ فترة قصيرة جدا انتشرت على فيس بوك فيديوهات لمجموعة من السادة الأفاضل المنظمين لمسابقة ملكات جمال الغردقة، ورغم ان المسابقة عنوانها مثير لارتكاريا المتدين بطبعه؛ فان المسابقة كانت مثيرة للشفقة عموما ، فالفيديوهات المنتشرة لهذه المسابقة اثارت موجة كبيرة من السخرية بين رواد السوشيال ميديا؛ فما بين السخرية من مستوى التنظيم والسخرية من طريقة المذيعيين والسخرية وشويه حاجات ومحتاجات؛ أحب اقولكم يا حلوين نتدرب شوية يا جماعة لان بالشكل ده مش هتقدروا تستمروا، وده من حسن حظنا قصدي من كرم ربنا علينا.

نهديات السيدة واو

منذ فترة ليست بالبعيدة وبينما نحن نتصفح صفحات السوشيال ميديا  طلت علينا (السيدة واو) ومعها "نهديات السيدة واو"، هي سمت أعمالها كده! المهم يعني قامت الدنيا وهاجت وماجت وتفاعل الكثيرون ما بين المغرضين والمعارضين والرافضين والمؤيدين والمحبين، وبدا اللت والعجين .. ناسين ومتناسين غزل نزار قباني، وجراءة "أبو نواس" وصراحة "الفاجومي" أحمد فؤاد نجم وغيرهم. وكأن الاختلاف الذي هو فرض الأدب وفريضة الثقافة أصبح جديدا عليهم، وكأن  الثقافة العربية لم تعهد مثل هذه الطريقة من قبل .. هدأت الأمور بعض الشيء وعادت (السيدة واو)وظهرت علينا لتخبرنا بنبأ عظيم: ليسجّل تاريخكم يا عرب... أوّل قراءة شعريّة وتوقيع  دواوين للسّيدة واو موشّحا بمعرض فنّي للخطّاط العالمي عبد الرزّاق حمودة على شرف ونخب " النّهديّات " (التّي سفحتم واستبحتم ربّتها وحرفها ومزّقتم صورها ويافطاتها الإعلانيّة ومنعتم أدبها ومشاركاتها الثّقافيّة وأسقطتم مؤلفاتها من رفوف المعارض وحجبتموها من المكتبات وساومتموها بالعروض الجنسيّة وقبول الإعلام الرّخيص مقابل تسريح كتبها)... سيكون في عاصمة السّلام "جنيف" ألم أقل لكم ذات إشراقة: الفرس السّابح في اللّغة...( نهدي الأصهب ! / ولي ما يكفي من الجنون / لأمتطيه / وها قد امتطيته لأعبر به القارّات )

سعادة "السيدة واو" في تقديري كانت برد الاعتبار؛ أي ان سعادتها كانت في الاعتراف بإبداعها، فالأمر أكبر من كونه تكريما أدبيا. (سعادة السيدة واو) لن يقلل أو يخفف أو يخفي مدى الانتهاك الذي تعرضت له؛ فحتى لو كانت مخطئة – في تقدير البعض - هذا لا يبرر انتهاكها؛ لان الحرية هي أولى قواعد الإبداع؛ بس للأسف فيه بعض الناس مبتفكرش غير في  (الواو). 

البلاتوه

فيلم "فارس"، ولكن بلا جواد 

حقق فيلم "فارس" للنجم أحمد زاهر إيرادات خرافية أدت إلى رفعه من دور العرض السينمائية.  بدأ عرض الفيلم  يوم 18 مايو، ولك أن تتخيل ان يوم الأربعاء الماضي حقق الفيلم  421 جنيها .. وده تقريبا كان قسط التلاجة بتاعت احد العمال؛ فالجمهور حضر الفيلم يوم الأربعاء بمنطق نلم فلوس القسط ونروح، ووصل إجمالي ما حققه الفيلم على مدار الشهر الماضي 739 ألف و630 جنيها، حسب البيان الصادر من شركة دولار فيلم للتوزيع، بس هو واضح ان "الدولار" بعافية حبتين.  ومن جانبه كشف النجم أحمد زاهر في تصريح سابق أن السبب وراء ضعف إيرادات الفيلم هو توقيت العرض غير المناسب خاصة في ظل انشغال الطلاب بالامتحانات.  

فوائد التعليم للسيد حموبيكا 

من داخل قصره؛ استيقظ من نومه؛ ليكتب بوسته على فيس بوكه، ومن داخل مخبئك؛ استقيظت على صوت منبهك؛ ونظرت من شرفتك؛ لتسمع مهرجان (رب الكون ميزنا بميزه) فتوترت وتشنجت ولعنت اليوم الذي سمعت فيه هذه الكلمات .. وما ان فتحت الفيس بوك حتى وجدت أمامك بوست عن فوائد التعليم للمنظر التربوي مطرب المهرجانات صاحب مهرجان (رب الكون ميزنا بميزة) حمو بيكا!!! طبعا لسان العصفور شبه لسان حالك الذي يقول : (ارجوك بلاش أسلوب التعالي)؛ طب تعلالي عشان نقرأ ما كتبه "بيكا" على صفحته ثم نتناقش .. وها هي نص  رسالة حمو بيكا؛ الرسالة المفرحة المبكية الموجعة:

" رسالة لطلاب الثانوية العامة و الكليات ".. هو انا اه مش متعلم و أخدت ( محو الأمية ) بالعافية لكن ده مش حاجه تفرح ولا تقول (عندك بيكا اهو مش متعلم بس ناجح ) ، صدقوني و الله طعم النجاح مع العلم مختلف تماماً عن طعم النجاح من غير علم ، العلم بيفرق في كل حاجه في الدنيا ، كمية معاناه بشوفها يومياً بسبب اني مش متعلم كبيرة اوي مش بتمني حد منكم يشوفها أو يتعرض لها ، العلم بيستر كتير اوي و بيخليك واعي و متفتح في كل مجالات الحياة ، هو اه الشارع علمني كتير ، بس مش زي المدارس و الجامعات ، حتي لو مش هتشتغل بشهادتك و حتي لو دخلت كلية مش بتحبها ، بس يكفي انك متعلم و معاك شهادة تقدر تسد بيها عين الشمس .. اتعلموا و خلوا بالكم من تعليمكم و شهداتكم لأنها هتفرق كتير اوي معاكوا و مع عيالكم بعد كده .. " انا اه مادخلتش مدارس و ماتعلمتش ، بس حابب كل اللي حواليا ناجح و متعلم و اوعي يوم تقول اهو فلان ناجح بس مش متعلم ".

انتهت الرسالة المحترمة الجميلة المبهجة الغريبة العجيبة. نعم فنحن في زمن العجائب؛ فعندما يحدثنا "بيكا" عن التعليم في ظل ضياع التعليم؛ نكون في زمن العجائب؛ عندما يحدثنا "بيكا" عن التعليم وسط استهزاء البعض بالتعليم نكون في زمن العجائب؛ عندما يحدثنا "بيكا" عن التعليم في ظل انشغال الكتاب والمفكرين بقضايا تافهة ماسخة سخيفة نكون في زمن العجائب.  ما فعله "بيكا" مشكور عليه لانه أمر محمود، ولكن محمود وسيد وجرجس وعلي وعبد الله؛ لم يتوقعوا ذلك من "بيكا" لانه من ضمن المتهمين بتدمير الذوق العام؛ اللي هو أصلا مدمر؛ ولان الشيء بالشيء يذكر والكلام للبعض الفن لا يدمر؛ الفن مرآة المجتمع؛ وما قدمه "بيكا" وغيره كان موجودا من قبله. عموما منع "بيكا" خطأ؛ فلا يوجد مجتمع يريد التقدم وهو يعتمد على ثقافة المنع؛ بالمناسبة الذوق العام تغير تغيرا جزريا؛ ولن يستطيع فرد أو جماعة أو مجموعة فرض شيء على الناس مهما كان هذا الشيء؛ بالمناسبة اهتموا بالتعليم والثقافة والناس وحدها هتبقى كويسة. ولا هو "بيكا" الشماعة بتاعتكم.

هي الأستاذة عبير الشرقاوي مزعله الناس ليه؟ تقريبا دي عين وصابتنا؛ حتى أسألوا الفنان محمد صبحي 

كان موقف الفنانة المعتزلة عبير الشرقاوي وتصريحاتها بعد قرار تأجيل  مهرجان الجونة هذا العام صادما للبعض، ومتوقعا للبعض الآخر؛ متوقعا لانه مشابه لمواقفها السابقة، وصادما لانهم توقعوا عدم تكرار هجومها عليهم. لو حضرتك قاعد في مدرجات الدرجة الأولى هيبقى على يمينك الجمهور اللي بيقول ان تصريحاتها حرية شخصية، وهيبقى على شمالك الجمهور اللي بيقول  ان ده تجاوز وتجني وانه عيب وميصحش تقول كده . اما لو حضرتك  قاعد في مدرجات الدرجة التانية هيبقى على شمالك فريق المتدين بطبعه واللي بيسأل هو مين اللي يتكلم عن العيب؟ خاصة وان كلامها مرطب على قلبهم زي الحاجة الساقعة، وعلى يمينك الفريق المنافس للمتدين بطبعه، والذي يقول بقى دي طريقة تليق بيها وبيكم؟ والفريقين شغالين رزع في بعض؛ أما لو حضرتك قاعد قدام التلفزيون مش هتشوف حاجة لان المبارة مش مذاعة!

كل اللي هتشوفة موقف مناقض تماما للموقف السابق؛ حيث خرج علينا ناظر مدرسة الضحك الراقي الفنان الكوميدي الكبير محمد صبحي، وتحدث عن التعليم قال صبحي: لابد اين يكون التقديم لكليات التربية اصعب من كليه الهندسة فالطبيب يعالج اجساما والمهندس يبني بيوتا انما العلم يبين عقولا ويبين شخصية.

دائما ظهور "صبحي" يصاحبه أصوات تجعر وتنعر بانه منظر الدراما، وانه فنان الوعظ والمواعظ والحكم!. لنفرض ذلك فما الأزمة؟ أين المشكلة؟ ببساطة هو فنان لا ينتهج نظرية الفن للفن، هو يريد ان يقدم قيما من خلال فنه فهل هذا عيب؟ بالطبع لا. بل اننا نحتاج هذا النوع من الفن خاصة في هذه اللحظة المجتمعية الحرجة.

وسط البلد (من كواليس السلطة والفن والحياة وبعض مما كان)

هنا القاهرة الشاعرة النيرة .. نيرة اتقتلت 

لا اعتقد ان قتل الطالبة "نيرة" سيكون بعض مما كان؛ فهو فمازال وصمة عار على جبين المجتمع؛ ورغم ان الحادثة فردية لشاب موتور مكبوت مرفوض يريد الارتباط بها رغما عنها وأمام رفضها قتلها؛ واقتص حكم قضائي عاجل منه، الإ انها حادثة كاشفة لأزمة كبيرة نعيشها فالمجتمع كله مدان. قتل "نيرة" هز المجتمع وضربه في مقتل وكشف عورته وعواره وبين مرضه العضال. "نيرة" قتلت والناس على السوشيال ميديا يتحدثون عن لبسها! "نيرة" قتلت والناس على السوشيال ميديا يغطون شعرها في الصور! "نيرة" قتلت وبعض الناس تدافع عن القاتل! "نيرة" قتلت وبعض الناس تلتمس الاعذار للقاتل! وهؤلاء جميعا يحتاجون لكشف سريع على قواهم العقلية

اتعرف مازال قال الشاعر الكبير سيد حجاب في  قصيدة "هنا القاهرة"؟:

( هنا القاهره / الساحره الآسِره / الهادره الساهره / الساتره السافره / هنا القاهره الزاهره العاطره / الشاعره النيّره....)

و"نيرة" ماتت وعندما اراد بعض المحبين لها إلقاء بعض الزهور على المكان التي قتلت فيه ، خرج علينا بعض المرضى ليقولوا ان هذا شرك! .. منظر موت "نيرة" والذي صاحبه ردود فعل مريضة جعلني اتساءل هل هذه هي مصر التي كتب عنها سيد حجاب (هنا القاهرة  - الخيّره الطاهره-  هنا القاهره الساخره القادره  - الصابره المنذره الثائره الظافره ..إلخ) أم انه كان يقصد بالقاهرة التي تقهر الناس؛ أم انه كان يقصد مدينة آخرى (مدينة بلا قلب) على حد تعبير الشاعر الكبير أحمد عبد المعطي حجازي.
-------------------------------------
صفحة هزلية يكتبها ويحررها: مينا ناصف
من المشهد الأسبوعية